إِنْ رأيتمْ كِتابه أَحرُفها أَلم ْ
فـ أعلْموا أَن صاحِبها كانْ يكتبُ معاناتِه
ويستخدمُ دمَهـُ كـ مِحبره
تخيلوهـ يُغمسُ قلمه في قلبِِه
ويسطرُ لكم كلماتٍ مدادُها الدمَ
إِذنْ فهي واقعٌ لا خيالْ ..
•
في سُكونِ ليلٍ عَصَفَتْ بهِ أَمْواجُ الْذِكْرَيات
قُرِعَتْ أَجْراسُ الْذاكِرهْـ
َوعَمَ الْصدى في كُلِِ مكانْ
فـ أنتفَضَ الْصمتْ
كان قلبُها يتمَزق كَما يُمزِقُها الأَلْمُ الْمنْحوتُ فِي جوْفِها
فتعتصر الْغُربةُ آخِرَ أَنفاسِها
فويلٌ لغربةٍ تغْتاتُ مِنْ قلبٍ طولَ تلكَ ـالسنينْ
رفَعتْ يدها مُمسكةً بِذاكْ الأَلم
تباً لكَ
فَمسَكتْ الْقلم
وبدأتْ مُنجاتِها معْ الْحروفْ
حروفٌ كانتْ تجْمعُها ـإِذا فرَقَها الْشتاتْ
وَتلُمُ شعْثَها وتكْفكِفُ دمْعَها وتضئُ ليلَها الْقاسي اْلجَموحْ
و تُضمِدُ لها الْجِراحْ
حالةُ حزنٍ تلونتْ بـألوآن إِلاساءَة
تنَهَدتْ أَلحانُ شوقِها للحُروفْ
وأَقبلَ ـالحِبرُ يُغني في شَجَنْ
سحائِبُ الْحُزنِ مِحبَرتُهاومُعاناتُها الْورقْ ..
فَكمْ مِن صفَحاتٍ حاورتَها الْدموعْ تأَلمتْ
فأَنطلقتْ بِخاطِرها تَهيمُ بينَ ـأَسوار اليأَسْ
تُحاوِلُ هدمَ أَسوارَ عُزلتِها
تُناظِرُ حُلمَها فِي رُكامِ ـالْوحدَهْ
وَهي تُعانِقُ زوايا الآَحزانْ أَرتمتْ فوقَ ـإِنثِناءاتِ الأَملْ
لكِنه ذابِلٌ عزمُها مهدودُ ـالإِرادهْ
تسأَلُ ـالسورَ ـالْذي ينسى مُراده
هل تُرى .. ياسور .. للأَملِ سيادهـْ ؟
قالَ لا .. دونَ زِيادهـْ
يآَسراباً يْـ ح ـتويني
يآَع ـذاباً يهْتويني
ياجِ ـراحاً ترتدينيِ
هل مِن زِيادهـْ
لا !!
فتلجُمُهآ ـالإِجآبه
في عتباتِ عُمرِها خناجُر أَيقضَتْ فيهآَ الْحزنَ الْدفينْ
طغَتْ ـأَسرابُ ـالْحُزنِ على ـأَجفانِها
فَما حيلتُها بِجُروحٍ ما تزالُ تأَنْ
يآَحُزني الساكِنُ في أَعماقِ الْحَنينْ
أَنهَكتني رياحُك فأَرحمْني
وَدعني مع ذكرياتٍ وأَنينْ
أَمازلتَ راغِـباً في كسري .؟
لمْ يبقى شيءٌ ما أََنكَسرْ
سلبتَ مني عُمري
وَسلبتَ مني ـالأَمل
ماذا تُريدْ
ماذا وراءَكْ مِن عذآبْ
ماذا يُخبِئُ وجهُكَ الآتي بِأَعباءِ ـالْسنينْ ..؟
تبتلعُ هُمومَها كَعادتِها
وَتدفِنُها في ـأَعماقِها
تمْضي وتسأَلُ نفسُها
عنْ سِر بُكاء ِالأمسِ لْحظةُ غُروبِ الْشمسْ
أَحزاناً وشمساً سَجنَها وقتْ الْغُروبْ
أََيـآَ أَنـتْ
أَيـآَ أَمْسي
سأَمزِجُ لذْهـ الأَحزانِ بالذكرى
وَأَستجدي عذابَ ـالصمتِ بالصمتِ
دَعني أَلملمُ ـالْماضي
وأحملُ حُرقَتي عُمراً على كَتِفي
وأَحصي مآتبقى مِنْ عَذاباتي
حتى لايوئَدُ ـالصوتُ في صْمتي
دعني أَعتِقُ ـالْذكرياتَ كُرهاً
فَصمتي لمْ يعد سبباً لِكبتْ ـالْكبتِ في حْرفي
آَيـآ صمْتي
آَيـآ أَلمي
آَيـآ جُ ـرحي
أَرتعَد الْسكونَ مِن سُكني
وَأَرتعَد البردُ مِن بْردي
وقتلَ البوحُ أَسرآرُ اللْيالي
فما عادَ النهارُ نهاري
لا ولا الليلُ هُوَ لَيلي
شِبه هروب
غابتْ بينَ أَمواجِ الْحياهْ وَ متاهاتِ الْدُروبْ
تبحثُ الأَيامُ عنْهَا
لِتُهديهَا جَرحٌ جديد
فَهي لنْ تَحيد
أَبداً لنْ تَحيد
دونَ أَنْ تقتُلُها مِنَ الْوَريدِ إِلى الْوَريْد
ففَرشتْ لها الْجُروحْ
لتختار
جرحُ عمرٍ وجرحُ قلبٍ َ وجرحُ فقدٍ وَيتمٍ
وَجرحُ حبيبْ ..
صَرختْ !
يآَجِراحاتي أَكتفيتْ
صِدقاً أَكتفيتْ
فلمْ يعُد بِالقلبِ جُزءٌ إِلاّ وَعلاهُ الْشحوبْ
ياجِراحاتي معْذرةً
فَلمْ تعْتادي مِني عِتاباً وَلاَ ـإِنكِساراً
وَلاَ حديثاً تحْتَ جُنحِ دُموعْ
وَلكنها لحظةُ ضَعفٍ هَربتْ مِنْ أَعماقي صَرخهـَ
وَهدَني قلبٌ جَزوعْ
صِدقاً يآَجِراحاتي !!
مَعذِرةً
أَينَ كُنتِ
حينْ صَفعتني أَكُفَ الحُزنِ
َوأَرتسَمت على وَجهيَ ملامِحُ كآبهـ
أَين كُنتِ
حينَ غآبَ عنْ ليليَ قمرٌ شَارَكني سَوادهـْ
أَينْ كُنتِ
حينْ سِرتُ إِلى الْسرابْ
وآَجُرُ خَلفي أَذيالُ الأَسى
صوتُ نَحيبٌ يبْكي الْمكانْ
وَ غِبتُ في أَصْداءُ الْرياحْ وتصيحُ الْريحُ بي
لاتمكُثي فَهي ـأَرضٌ للجرحِ عِنوانْ
أَينْ كُنتِ ياجُروحي
حينْ هدَني ـالْهوانْ
أَينْ كُنتِ !!
أَينْ كُنتِ !!
فلآ تجُد إِجابهـْ
ماأَقْسى وقعُ سياطِ تلكَ اللْحظاتْ
تَتحسرْ وَيتعثرُ قلبُها
مرةً بأَحزانٍ
وَمرةً بالآمٍ
ومرةً يقفزُ مِن غمامٍ إِلى غمامْ
إِلى نجمٍ حتى يبلُغَ جفونَ قمرٍ أَتعبهـُ الْهجرانْ
ينْتهي بِها الْمطافُ إِلى مرفأَ عُمِرها الْخالي
تَعودُ وَفي نفسها حديثٌ ذو شجونْ
وَتسدِلُ جفنيها الْمتعبتينْ دونَ سُباتْ
لاتسمعُ غَيرَ شيءٍ مِنْ أَنينْ
تنْقلِبُ صناديقُ ذكرياتِها
تتطايرُ مِنْ بينِ يديهآ أَوراقُ الْحنينْ
رأَتها تتطايرْ
فسقطتْ مِنها دمعةٍ في لحظةِ إِنكسارٍ وإِنْهيار
تُلْملِمُ فيها شَتاتَ دهرٍ
تسْتجمِعُ ـأَفكارَها وَتعودْ
لتلكَ الْمحطةَ
ـالْتي أَعتادتْ الْوقوفَ فيها
محطةُ أَنامِلَها وَالْقَلمْ
فتُمسِكُ قلمَها وَ تخُطُ حُروفَها ـالمُدماهـ
وتفيضُ بِما يحملُه الْقلبُ مِنْ حسْرهـْ
سأَخطُكِ يـآَحُروفي بلوعةْ
فمازال الأَرقُ يأَسُرني
ونافذةُ روحي تترقبُ الْـبوحْ
سأَخطـك يآَحروفي وأَدفنُكِ
حتى يُفتشوآ بينْ ُقبور الأَوراق عنْ ِقصاصاتي
مِنْ قسوةِ الْفُراقْ
وَقسوةِ وقعِ الْكلِماتْ
تحْترِقُ ـالأَوْراقْ
لحظةُ ـإِحتراقْ
تحْترقْ
[ فتُشعلُ ناراً علّها تُضيئُ ظلامَ وحدتِها ]
وتلملم مابعثره ـالزمن من رمادَ حرفٍ لم يعرف إلا ـالنزف
{..مـخـرج ""~
هكذا خَرجتْ كلماتي
وهكذا كانَ الفراقْ الألَيم
فمَا جاوزَ نَحيبُ شكْواي أَسوارَ قلْبي
إِلا ماخطتهُ يَدآي
أَعتدتُ الْبُكاءَ بِصمتْ
وَمازلتُ ـأَرقُبُ ـالأَملْ
وَلكنْ ..
قِصَصَ الْشجوؤوؤوؤونَ لاتنْتهي
[i][b]