الحجامة ممارسة طبية قديمة، عرفها العديد من المجتمعات البشرية، من الصين شرقاً فالحجامة مع الإبر الصينية أهم ركائز الطب الصيني القديم التقليدي حتى الآن
وقد عرف العرب القدماء الحجامة- ربما تأثراً بالمجتمعات المحيطة- وجاء إحتجم وأعطىrالإسلام فأقر الممارسة، فقد مارسها رسول الله ففي الصحيحين أن النبي الحجّام أجره
على تلك الممارسة، فقال كما جاء في البخاري:rكما أثنى الرسول
"خير ما تداويتم به الحجامة"
ومن ثمَّ فقد مثّلت الحجامة جزءاً أساسياً من الممارسات الطبية التقليدية للعديد من المجتمعات العالمية، إلا أنه بعد أن استشرى الطب الغربي "الاستعماري" في بلاد العالم أجمع، وصار هو "الطب" وما عداه خرافة ودجل
وبعد أن انتشرت شركة الأدوية وتغوّلت، تراجعت تلك النظم والممارسات الطبية التقليدية إلى الظل، فظلت بقايا هنا وهناك في بعض بلدان الخليج العربي- كممارسة تقليدية غير رسمية- وفي الصين ومجتمعات شرق آسيا- كجزء من المحافظة على التراث الطبي التقليدي-.
وظل الأمر كذلك حتى بدأ الناس في الغرب يكفرون شيئاً ما بالطب الغربي، ويتراجعون عن تقديسه، ويرون أنه يمكن أن تتواجد نظم أخرى من الطب بديلة أو مكملة، ومن ثم بدأت تنتشر العديد من الممارسات التقليدية مرة أخرى في دول الغرب والشرق هنا وهناك.
وأخيراً بدأت الحجامة تدخل على استحياء ووجل إلى بعض مجتمعاتنا، ففي مصر مثلاً وفي أحد أحياء شرق القاهرة، يوجد الآن مركز يقوم بتعليم الحجامة وممارستها مجاناً كنوع من إحياء السنة، وإلى هذا المركز بدأ بعض الأطباء يحيلون بعض مرضاهم لعلاجهم من بعض الأعراض.
أما في الغرب والشرق فتُمارس الحجامة ويتم تعليمها وتصدر عنها الكتب وينشر عنها على صفحات الإنترنت كجزء من حركة الطب البديل، فهل يمكن أن تشهد بلادنا عوداً حميداً للحجامة؛ لتُمارس في النور كجزء نعتزُّ به من الممارسة الطبية التي تحتاج لإعادة اكتشافها واختبارها بأساليب البحث والتجريب الحديثة، حتى نفهم أسرارها وطريقة عملها، حتى لا تظل أسيرة التفسيرات القديمة أو الوافدة؟ سؤال كبير ستجيب عنه الأيام القادمة.
وفي السطور التالية نتعرف عن تلك الممارسة عن قرب.
أدوات الحجامة:
جهاز خاص للحجامة عبارة عن مجموعة من الكؤوس البلاستيكية للاستخدام الشخصي للمريض، ويستعمل الطبيب قفاز طبي معقم ومشرط معقّم يستخدم مرة واحدة فقط.
أنواع الحجامة وطريقتها:
هناك ثلاث أنواع من الحجامة:
1- الحجامة الجافة.
2- الحجامة الرطبة.
3- الحجامة المتزحلقة.
أولاً: الحجامة الجافة:
1- يتم وضع الكأس على المكان المحدد (طبقاً لنوع المرض أو العرض).
2- يتم شفط الهواء من الكأس.
3- يتم شفط قطعة من سطح الجلد داخل الكأس.
4- يُحبس الهواء عن طريق غلق المحبس.
5- يُترك الكأس هكذا لمدة تتراوح من 3- 5 دقائق.
6- ثم يُنزع الكأس فنجد دائرة حمراء على سطح الجلد مكان فوهة الكأس، وتسمى هذه الطريقة بكأس cupping الهواء.
ثانياً: الحجامة الرطبة:
يُضاف إلى ما سبق:
تشريط الطبقة الخارجية من الجلد بعمق قليل جداً حوالي 1’ مم يشبه الخدش، وبطول حوالي 4مم، وبعدد 1 شرطة أو أكثر أو أقل موزعة على 3 صفوف.
يتم وضع الكأس ثانية فوق الدائرة الحمراء، وتتم عملية الشفط وحبس الهواء ثانية، مما يؤدي لخروج كمية من الدم تختلف بحسب المرض
ثم تُنزع الكأس بحرص شديد مع وضع منديل أسفل الكأس ويفرغ الهواء تدريجياً من خلال المحبس، ويتم وضع منديل آخر داخل الكأس لامتصاص الدم
ثم يتم مسح الدم بالمنديل الموضع أسفل الكأس في اتجاه من أسفل إلى أعلى
وإذا لاحظنا خروج الدم ثانية من الشرط يتم تكرار العملية ونستطيع التكرار خمس مرات حتى نلاحظ عدم خروج الدم
وبعد آخر مرة يجب تطهير مكان التشريط مباشرة بأي مطهر عادي، ويمكن تغطية المكان بـ "بلاستر"
وبالنسبة لمرضى السكر والسيولة في الدم يستخدم الوخز بالإبر الطبية المعقمة بدلاً من التشريط.
ويحذر على الحامل بعض الأماكن حسب شهر الحمل.
ملاحظات ومحظورات:
وللحجامة شروط فلا نستطيع أن نقوم بها في أي وقت ولأي شخص:
ورد في كتب الطب القديمة، والسنة أن وقتها هو السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرون أو في الربع الثالث من كل شهر عربي.
يقول ابن القيم في زاد المعاد: لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وفي آخره يكون قد سكن، وأما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية التزيد
وينقل عن كتاب القانون لابن سينا قوله: "ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت، ولا في آخره؛ لأنها تكون قد نقصت وقلّت، والأخلاط في وسط الشهر تكون هائجة بالغة في تزايدها لتزيد النور في جرم القمر.
أورد ابن القيم قولاً: أن الحجامة على بطن فارغة أفضل من بطن ممتلئة فهي على الريق دواء، وعلى الشبع داء.
وتكون الحجامة في الصباح والظهر أفضل من الليل، وهي مستحبة في أيام الاثنين والثلاثاء والخميس.
ينقل ابن القيم في زاد المعاد عن ابن سينا قوله: أوقاتها في النهار الساعة الثانية أو الثالثة ويجب توقيها بعد الحمام إلا فيمن دمه غليظ، فيجب أن يستحم ثم يستجم ساعة ثم يحتجم.
يقول ابن القيم: واختيار هذه الأوقات للحجامة فيما إذا كانت على سبيل الاحتياط والتحرز من الأذى، وحفظاً للصحة، وأما مداواة الأمراض فحيثما وجد الاحتياج إليها وجب استعمالها.
وفي فصل الصيف الحجامة أفضل من فصل الشتاء (يمكن تدفئة الغرفة).
وفي البلاد الحارة أفضل من البلاد الباردة.
يقول ابن القيم في زاد المعاد: والتحقيق في أمرها (أي الحجامة) وأمر الفصد أنهما يختلفان باختلاف الزمن والسكان والأسنان والأمزجة، فالبلاد الحارة والأزمنة الحارة والأمزجة الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج الحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير، فإن الدم ينضج ويرق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل فتخرجه الحجامة.
ولا يمكن عمل الحجامة لشخص خائف؛ فلا بد من أن يطمئن أولاً، ولا يمكن أيضاً احتجام شخص يشعر بالبرد الشديد؛ ففي هاتين الحالتين يكون الدم هارباً.
يحذر الحجامون المحدثون من عمل الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي، ولمن تبرع بالدم إلا بعد ثلاثة أيام، ولمن يتعاطى منبهات حتى يتركها، ولمن قام بتركيز جهاز منظم لضربات القلب لا تعمل له حجامة على القلب.
يضيف الحجامون في الغرب منع تناول الكحول لمدة 24 ساعة أو تدخين الماريجوانا لمدة 48 ساعة، وتناول المشروبات الباردة أو المثلجة لمدة 24 ساعة وممارسة الجنس لمدة 24 ساعة وينصحون بالحفاظ على مكان الحجامة مغطى ودافئاً لمدة 24 ساعة أيضاً.
مواضع الحجامة:
للحجامة ثمانية وتسعون موضعاً، خمسة وخمسون منها على الظهر، وثلاثة وأربعون منها على الوجه والبطن
ولكل مرض مواضع معينة للحجامة (موضع أو أكثر لكل منها) من جسم الإنسان
وأهم هذه المواضع- وهو أيضاً المشترك في كل الأمراض، وهو الذي نبدأ به دائماً:
"الكاهل" (الفقرة السابعة من الفقرات العنقية أي في مستوى الكتف وأسفل الرقبة)
وترجع كثرة المواضع التي تُعمل عليها الحجامة: لكثرة عملها وتأثيراتها في الجسد
فهي تعمل على خطوط الطاقة، وهي التي تستخدمها الإبر الصينية
وقد وجد أن الحجامة تأتي بنتائج أفضل عشرة أضعاف من الإبر الصينية
وربما يرجع ذلك: لأن الإبرة تعمل على نقطة صغيرة، أما الحجامة فتعمل على دائرة قطرها 5 سم تقريباً، وتعمل الحجامة أيضاً على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال، فكل عضو في الجسم له أعصاب تغذّيه وأخرى لردود الأفعال، ومن ثم يظهر لكل مرض (أي فعل) رد فعل يختلف مكانه
فمثلاً، "reflex" بحسب منتهى العصب الخاص بردود الأفعال فيه، ويسمّى هذا "رفلكس" المعدة لها مكانان في الظهر، وعندما تمرض المعدة نقوم بالحجامة على هذين المكانين، وكذلك البنكرياس له مكانان، والقولون له 6 أماكن...وهكذا.
وتعمل الحجامة أيضاً على الغدد الليمفاوية، وتقوم بتنشيطها فهذا يقوّي المناعة ويجعلها تقاوم الأمراض والفيروسات مثل فيروس “c”
وتعمل أيضاً على الأوعية الدموية وعلى الأعصاب، وعلى تنشيط جميع الغدد وتقوية المناعة وعلى تنشيط مراكز المخ وغيرها.
الحالات التي تفيد فيها الحجامة:
تفيد الحجامة فيما يقرب من ثمانين حالة ما بين مرض وعرض، وذلك طبقاً لنتائج الخبرة العملية، التي سجلها الممارسون هنا وهناك.
ومن تلك الحالات على سبيل المثال: الروماتيزم، والروماتويد، والنقرس، والشلل النصفي والكلى، وضعف المناعة، والبواسير وتضخم البروستاتا، والغدة الدرقية، والضعف الجنسي وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، والقولون العصبي، والتبول اللاإرادي في الأطفال فوق خمس سنوات، وضيق الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، والسكر، ودوالي الساقين، والخصية، والسمنة، والنحافة، والعقم، والصداع الكلي والنصفي، وأمراض العين، والكبد والكلى، وضعف السمع، والتشنجات، وضمور خلايا المخ، ونزيف الرحم، وانقطاع الطمث وغير ذلك كثير
وقد عرف العرب القدماء الحجامة- ربما تأثراً بالمجتمعات المحيطة- وجاء إحتجم وأعطىrالإسلام فأقر الممارسة، فقد مارسها رسول الله ففي الصحيحين أن النبي الحجّام أجره
على تلك الممارسة، فقال كما جاء في البخاري:rكما أثنى الرسول
"خير ما تداويتم به الحجامة"
ومن ثمَّ فقد مثّلت الحجامة جزءاً أساسياً من الممارسات الطبية التقليدية للعديد من المجتمعات العالمية، إلا أنه بعد أن استشرى الطب الغربي "الاستعماري" في بلاد العالم أجمع، وصار هو "الطب" وما عداه خرافة ودجل
وبعد أن انتشرت شركة الأدوية وتغوّلت، تراجعت تلك النظم والممارسات الطبية التقليدية إلى الظل، فظلت بقايا هنا وهناك في بعض بلدان الخليج العربي- كممارسة تقليدية غير رسمية- وفي الصين ومجتمعات شرق آسيا- كجزء من المحافظة على التراث الطبي التقليدي-.
وظل الأمر كذلك حتى بدأ الناس في الغرب يكفرون شيئاً ما بالطب الغربي، ويتراجعون عن تقديسه، ويرون أنه يمكن أن تتواجد نظم أخرى من الطب بديلة أو مكملة، ومن ثم بدأت تنتشر العديد من الممارسات التقليدية مرة أخرى في دول الغرب والشرق هنا وهناك.
وأخيراً بدأت الحجامة تدخل على استحياء ووجل إلى بعض مجتمعاتنا، ففي مصر مثلاً وفي أحد أحياء شرق القاهرة، يوجد الآن مركز يقوم بتعليم الحجامة وممارستها مجاناً كنوع من إحياء السنة، وإلى هذا المركز بدأ بعض الأطباء يحيلون بعض مرضاهم لعلاجهم من بعض الأعراض.
أما في الغرب والشرق فتُمارس الحجامة ويتم تعليمها وتصدر عنها الكتب وينشر عنها على صفحات الإنترنت كجزء من حركة الطب البديل، فهل يمكن أن تشهد بلادنا عوداً حميداً للحجامة؛ لتُمارس في النور كجزء نعتزُّ به من الممارسة الطبية التي تحتاج لإعادة اكتشافها واختبارها بأساليب البحث والتجريب الحديثة، حتى نفهم أسرارها وطريقة عملها، حتى لا تظل أسيرة التفسيرات القديمة أو الوافدة؟ سؤال كبير ستجيب عنه الأيام القادمة.
وفي السطور التالية نتعرف عن تلك الممارسة عن قرب.
أدوات الحجامة:
جهاز خاص للحجامة عبارة عن مجموعة من الكؤوس البلاستيكية للاستخدام الشخصي للمريض، ويستعمل الطبيب قفاز طبي معقم ومشرط معقّم يستخدم مرة واحدة فقط.
أنواع الحجامة وطريقتها:
هناك ثلاث أنواع من الحجامة:
1- الحجامة الجافة.
2- الحجامة الرطبة.
3- الحجامة المتزحلقة.
أولاً: الحجامة الجافة:
1- يتم وضع الكأس على المكان المحدد (طبقاً لنوع المرض أو العرض).
2- يتم شفط الهواء من الكأس.
3- يتم شفط قطعة من سطح الجلد داخل الكأس.
4- يُحبس الهواء عن طريق غلق المحبس.
5- يُترك الكأس هكذا لمدة تتراوح من 3- 5 دقائق.
6- ثم يُنزع الكأس فنجد دائرة حمراء على سطح الجلد مكان فوهة الكأس، وتسمى هذه الطريقة بكأس cupping الهواء.
ثانياً: الحجامة الرطبة:
يُضاف إلى ما سبق:
تشريط الطبقة الخارجية من الجلد بعمق قليل جداً حوالي 1’ مم يشبه الخدش، وبطول حوالي 4مم، وبعدد 1 شرطة أو أكثر أو أقل موزعة على 3 صفوف.
يتم وضع الكأس ثانية فوق الدائرة الحمراء، وتتم عملية الشفط وحبس الهواء ثانية، مما يؤدي لخروج كمية من الدم تختلف بحسب المرض
ثم تُنزع الكأس بحرص شديد مع وضع منديل أسفل الكأس ويفرغ الهواء تدريجياً من خلال المحبس، ويتم وضع منديل آخر داخل الكأس لامتصاص الدم
ثم يتم مسح الدم بالمنديل الموضع أسفل الكأس في اتجاه من أسفل إلى أعلى
وإذا لاحظنا خروج الدم ثانية من الشرط يتم تكرار العملية ونستطيع التكرار خمس مرات حتى نلاحظ عدم خروج الدم
وبعد آخر مرة يجب تطهير مكان التشريط مباشرة بأي مطهر عادي، ويمكن تغطية المكان بـ "بلاستر"
وبالنسبة لمرضى السكر والسيولة في الدم يستخدم الوخز بالإبر الطبية المعقمة بدلاً من التشريط.
ويحذر على الحامل بعض الأماكن حسب شهر الحمل.
ملاحظات ومحظورات:
وللحجامة شروط فلا نستطيع أن نقوم بها في أي وقت ولأي شخص:
ورد في كتب الطب القديمة، والسنة أن وقتها هو السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرون أو في الربع الثالث من كل شهر عربي.
يقول ابن القيم في زاد المعاد: لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وفي آخره يكون قد سكن، وأما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية التزيد
وينقل عن كتاب القانون لابن سينا قوله: "ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت، ولا في آخره؛ لأنها تكون قد نقصت وقلّت، والأخلاط في وسط الشهر تكون هائجة بالغة في تزايدها لتزيد النور في جرم القمر.
أورد ابن القيم قولاً: أن الحجامة على بطن فارغة أفضل من بطن ممتلئة فهي على الريق دواء، وعلى الشبع داء.
وتكون الحجامة في الصباح والظهر أفضل من الليل، وهي مستحبة في أيام الاثنين والثلاثاء والخميس.
ينقل ابن القيم في زاد المعاد عن ابن سينا قوله: أوقاتها في النهار الساعة الثانية أو الثالثة ويجب توقيها بعد الحمام إلا فيمن دمه غليظ، فيجب أن يستحم ثم يستجم ساعة ثم يحتجم.
يقول ابن القيم: واختيار هذه الأوقات للحجامة فيما إذا كانت على سبيل الاحتياط والتحرز من الأذى، وحفظاً للصحة، وأما مداواة الأمراض فحيثما وجد الاحتياج إليها وجب استعمالها.
وفي فصل الصيف الحجامة أفضل من فصل الشتاء (يمكن تدفئة الغرفة).
وفي البلاد الحارة أفضل من البلاد الباردة.
يقول ابن القيم في زاد المعاد: والتحقيق في أمرها (أي الحجامة) وأمر الفصد أنهما يختلفان باختلاف الزمن والسكان والأسنان والأمزجة، فالبلاد الحارة والأزمنة الحارة والأمزجة الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج الحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير، فإن الدم ينضج ويرق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل فتخرجه الحجامة.
ولا يمكن عمل الحجامة لشخص خائف؛ فلا بد من أن يطمئن أولاً، ولا يمكن أيضاً احتجام شخص يشعر بالبرد الشديد؛ ففي هاتين الحالتين يكون الدم هارباً.
يحذر الحجامون المحدثون من عمل الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي، ولمن تبرع بالدم إلا بعد ثلاثة أيام، ولمن يتعاطى منبهات حتى يتركها، ولمن قام بتركيز جهاز منظم لضربات القلب لا تعمل له حجامة على القلب.
يضيف الحجامون في الغرب منع تناول الكحول لمدة 24 ساعة أو تدخين الماريجوانا لمدة 48 ساعة، وتناول المشروبات الباردة أو المثلجة لمدة 24 ساعة وممارسة الجنس لمدة 24 ساعة وينصحون بالحفاظ على مكان الحجامة مغطى ودافئاً لمدة 24 ساعة أيضاً.
مواضع الحجامة:
للحجامة ثمانية وتسعون موضعاً، خمسة وخمسون منها على الظهر، وثلاثة وأربعون منها على الوجه والبطن
ولكل مرض مواضع معينة للحجامة (موضع أو أكثر لكل منها) من جسم الإنسان
وأهم هذه المواضع- وهو أيضاً المشترك في كل الأمراض، وهو الذي نبدأ به دائماً:
"الكاهل" (الفقرة السابعة من الفقرات العنقية أي في مستوى الكتف وأسفل الرقبة)
وترجع كثرة المواضع التي تُعمل عليها الحجامة: لكثرة عملها وتأثيراتها في الجسد
فهي تعمل على خطوط الطاقة، وهي التي تستخدمها الإبر الصينية
وقد وجد أن الحجامة تأتي بنتائج أفضل عشرة أضعاف من الإبر الصينية
وربما يرجع ذلك: لأن الإبرة تعمل على نقطة صغيرة، أما الحجامة فتعمل على دائرة قطرها 5 سم تقريباً، وتعمل الحجامة أيضاً على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال، فكل عضو في الجسم له أعصاب تغذّيه وأخرى لردود الأفعال، ومن ثم يظهر لكل مرض (أي فعل) رد فعل يختلف مكانه
فمثلاً، "reflex" بحسب منتهى العصب الخاص بردود الأفعال فيه، ويسمّى هذا "رفلكس" المعدة لها مكانان في الظهر، وعندما تمرض المعدة نقوم بالحجامة على هذين المكانين، وكذلك البنكرياس له مكانان، والقولون له 6 أماكن...وهكذا.
وتعمل الحجامة أيضاً على الغدد الليمفاوية، وتقوم بتنشيطها فهذا يقوّي المناعة ويجعلها تقاوم الأمراض والفيروسات مثل فيروس “c”
وتعمل أيضاً على الأوعية الدموية وعلى الأعصاب، وعلى تنشيط جميع الغدد وتقوية المناعة وعلى تنشيط مراكز المخ وغيرها.
الحالات التي تفيد فيها الحجامة:
تفيد الحجامة فيما يقرب من ثمانين حالة ما بين مرض وعرض، وذلك طبقاً لنتائج الخبرة العملية، التي سجلها الممارسون هنا وهناك.
ومن تلك الحالات على سبيل المثال: الروماتيزم، والروماتويد، والنقرس، والشلل النصفي والكلى، وضعف المناعة، والبواسير وتضخم البروستاتا، والغدة الدرقية، والضعف الجنسي وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، والقولون العصبي، والتبول اللاإرادي في الأطفال فوق خمس سنوات، وضيق الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، والسكر، ودوالي الساقين، والخصية، والسمنة، والنحافة، والعقم، والصداع الكلي والنصفي، وأمراض العين، والكبد والكلى، وضعف السمع، والتشنجات، وضمور خلايا المخ، ونزيف الرحم، وانقطاع الطمث وغير ذلك كثير
لا يوجد حالياً أي تعليق