( الأعتذار للأميرة)
Cant See Links
من حسن حظكم اننا اخرجناكم من دائرة القمر الأحمر في الوقت المناسب وإلا لفقدتم عقلكم الى الأبد .... أحد تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تعرفوها، أنه حيث يمتزج نور القمر بالنور الأحمر يتحول النور الى ظلام، فأبتعدوا الأن ان لم تمانعوا .... والأن رافقتكم السلامة.
وقفت مرح على قدميها وسارت بسرعة وقالت بنبرةالامر الحاسم:
هيا ياحسن !!
علمت أنها لا تريد أن تمنحني فرصة للبدء بأي حديث مع الأميرة ... سرنا من حيث بدأنا، فأخذت أضحك وشر البلية ما يضحك، وقلت لمرح:
هل يمكن أن أحدثك ( إن لم تمانعي) ؟؟؟
ابتسمت مرح وقالت :
تفضل (أنا لا أمانع) ؟؟
هل يمكن ان تخبريني ماذا ستفعلين الأن "ان لم تمانعي"؟
بصراحة إن لم تمانع فأنا لا أعرف؟؟
لدي أقتراح، لماذا لا نبقي في حديقة الأميرة بدلا من ان نعود اليها مرغمين "ان لم تمانعي"
هل يمكن ان اطلب منك ان تخرس "أن لم تمانع"
لدي خطة "إن لم تمانعي" اعود أنا الى الاميرة، فربما استطيع ان اكشف بعض الاسرار؟؟
قالت مرح ساخرة:
اي نوع من الاسرار تريد ان تكشفه لدى الاميرة، أخبرني "ان لم تمانع"؟
كل انواع الاسرار وخاصة تلك الاسرار البارزة والتي اتوق لكشفها طبعاً ان لم تمانعي؟
أكيد باندارا لن تمانع ان تكشف اسرارها البارزة والغير بارزة .. هيا عد اليها يا "حسن ياابو النسوان" وان لم تمانع سأقصف رقبتك.
والان يامرح ماذا سنفعل؟ هل سنسير في طرقات المدينة (ان لم تمانعي) الى مالا نهاية.
وعلى ماذا تستعجل، فلدينا عام كامل نقضيه في هذه المدينة كما قالوا، فدعنا نرى ماذا سيحدث.
سرنا من طريق الى اخر ، واخذنا نحذر كل شئ ، ونتخيل ان كل شئ في هذه المدينة مسحور، ويعيدنا الي حديقة الاميرة ....
اقتربنا من احدى الطرقات العريضة المرصوفة بالذهب،وعلى جانبي الطريق لوحات رخامية سوداء صغيرة وكبيرة تحوي كتابات بمئات اللغات خطت بلون الذهب إمتدت على مسافة مئات الامتار، والعجيب اننا استطعنا قراءة الكتابات من حيث نقف ....
قلت لمرح:
هيا ندخل هذه الطريق فهي حتماً مسحورة وستعيدنا الى حديقة الاميرة ....
ضحكت مرح وقالت:
لدي نفس الشعور، ان دخلنا هذه الطريق فسنعود الى سمو "ان لم تمانعوا".
واتفقنا ان لا ندخلها وسرنا من طريق اخر ولكن بعد مرورنا بعشرات الطرقات تكررت رؤيتنا لطرق مذهبة مشابهة لتلك الطريق التي رأيناها في السابق.
ضحكت مرح وقالت:
هيا ياحسن لنعود الى بندارا
دخلنا الطريق ونحن نضحك .. ولكن دقائق مرت دون ان يحصل شئ .. وسرنا اكثر واكثر، وادركنا ان الطريق فعلا مسحورة فهي لا تنتهي.
Cant See Links
مرت ساعات ونحن نسير، ولكن دون جدوى، يبدو ان الطريق تسير معنا او اننا لا نسير ونظن اننا نسير، وبدأت الشمس تنسحب معلنة موعد الغروب
وما ان مال قرص الشمس الى الاحمرار حتى عكست الطريق صورة قرص الشمس لنصبح نحن داخل قرص الشمس او ان الطريق تحولت الى شمس، ولم نحتمل اقتراب الشمس منا ولم نستطع ان نخرج من الطريق، وبدأنا نشعر ان الشمس تأخذنا معها . . . .
Cant See Links
دوار، صداع، هلوسة، لم نقاوم ، خيط رفيع من الامل وهو الذي تبقى لنا . . أن تتدخل الأميرة بندارا لتخرجنا ولكن الاميرة لم تتدخل . . . .
ازداد العذاب ومر الوقت، وانتهى الكابوس ولا ادري ماذا حدث وكيف وصلنا الى حديقة الاميرة، واطلت الاميرة من جديد وقالت:
من حسن حظكم اننا اخرجناكم في الوقت المناسب وإلا لذهبتم مع الشمس
فمن تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تفهموها " انه حيث يلمع بريق الذهب بغروب الشمس ينعكس الشر، فابتعدوا عنه ان لم تمانعوا" والان قبل ان اقول لكم مثل كل مرة "رافقتكم السلامة ان اردتم"، أذكركم بانكم خرقتم تعاليم مدينتنا أربع مرات، وربما لم يبقى امامكم إلا فرصة او اثنتين، وربما عشرة او الف، وعندها ستجدون انفسكم في مدينة الشمس، وربما لم يعد هناك مجال لخطأ جديد، او ربما كان، فهذا يعود اليكم الان . . . رافقتكم السلامة ان اردتم.
وعادت الأميرة من حيث أتت، والتفتُ الى مرح لأجدها مازالت في دوار، وخاصة انها لا تحتمل الشمس ولم تعتد عليها من قبل، وقلت لمرح:
أعتقد اننا وصلنا الى النهاية، ويجب ان نواجه الحقيقة، فكل الطرق تعيدنا من حيث بدأنا . فلا داعي لمزيد من التيه وتجربة الشمس الأخيرة كافية لي ولكِ واثارها مازالت على محياك، انه من الجنون ان نستمر بهذه الطريقة.
فقالت مرح وقد بدى على صوتها الارهاق والتعب:
حسن لقد دخلنا لعبة خطرة منذ البداية، وانت وافقت على ان تسير خلفي وتترك لي معالجة الامور بالطريقة التي أرتأيها، فدعني أفعل ذلك بطريقتي وثق أني أعلم ماذا أفعل وماذا سأفعل.
فقلت لها:
مرح . . . ولكن . . . .
قاطعتني وقالت:
بدون ولكن !!!
Cant See Links
افعلي ماشئتِ، فوالله لن تقودينا إلا الى الجحيم يامرح ....
ان لم تمانع .... سأفعل.
لا امانع يامرح .......
سرنا من جديد، وخضنا تجارب جديدة في هذه المدينة الفريدة، التي أصبحت أشك في كل شئ فيها، فمانكاد نقترب من شئ، حتى نجد أنفسنا قد عدنا دون أن ندري ، وبعد ان تلقنا درساً، الى حديقة الأميرة بندارا، لتطل علينا وتعيد الموشح المعروف، وتختمه بكلمة أخيرة ... رافقتكم السلامة.
عشرات المرات عدنا الى حديقة المدينة، وبدأنا من جديد ... أنعكاس النجوم في الماء وتكرارها "شر"
كثرة الظلال للشئ الواحد "شر"، الصوت المتقطع وصداه شر، وغير ذلك الكثير في عالم الغرائب هذا ......
تعاليم المدينة التي تحرم الاقتراب من هذه الأشياء وتترك لشخص حرية الأقتراب منها إن هو شاء .... برغم المحاولات الفاشلة التي استمرت اكثر من ثلاثة أسابيع إلا ان مرح لم تمل المحاولة من جديد والاميرة بندارا أيضاً لم تمل من أستقيالها لنا يوميا، لتعيد علينا نفس الكلمات، ويبدولي ان مايحدث ماهو إلا نوع من تحدي الكبرياء بين الاميرة بندارا، والجنية مرح ... لم أعد أقوى على احتمال المزيد من هذا الجنون، وهنا قررت ان أتوقف، وان لا استمر في اللعبة ... قلت لمرح :
- لن أتحرك من هنا ، لا تحاولي ان تقنعيني ، لقد تعبت وكفاني ما حدث.
حاولت مرح ان تقنعني بضرورة الأستمرار حتى النهاية مهما كلف الثمن، لكني أغلقت أذناي حتى لا أسمع، وحاولت مرح ان تقنعني اكثر من مرة، ولكني رفضت ورفضت، حتى يئست مرح من محاولة اقناعي، وقالت بلهجة حزينة:
- حسن أرجوك، أسمعني جيدا، انا بحاجة أليك مثلما انت بحاجة الي، ان توقفت الان ستدفع الثمن غاليا، يجب ان نحاول ونحاول حتى نجد شيئا، افهمني ارجوك .....
- لن أتحرك من هنا مادمت سأعود الى هنا، وقد تعبت من مجاراة غرورك وكبريائك ....
- إذا ماذا تقترح ان نفعل ايها المجنون.
- نجلس مع الاميرة بندارا ونعتذر لها لتعرفنا قوانين هذه المدينة، بدا إضاعة الوقت والجهد وماستعنيه من الم .....
- ان كنت تصر، فتعال نقوم بمحاولة أخيرة، وإذا فشلنا فأفعل ما شئت.
- رغم قناعتي بأنها مضيعة للوقت إلا اني موافق.
بدأنا نسير طريقنا من جديد، إلا ان مرح هذه المرة لم تعد تبحث عن طريق جديدة، بل عادت الى المواقع القديمة والتي جربناها من قبل، وكانت تعيدنا الى الحديقة، واخذنا نتجول في نفس المواقع عدة مرات وانا لا أفهم ما الذي يدور في خاطر مرح ولماذا تفعل هذا .....
توقفت مرح وقالت لي :
- حسن لا اعتقد انك ستنسحب لتعطيها فرصة لتشمت بي، سنكرر المحاولة عدة مرات حتى ننجح.
- لقد أتفقنا مرة واحدة ومن ثم تتنازلين عن غرورك .
- لست انت الذي يقرر، ستفعل ما امرك به، "وخليك شاطر علشان ما ازعل منك"
- لن يحدث هذا يامرح ......
- سترى من الذي يقرر في النهاية، انت يا ابن البشر ام مرح.
قلت لها ردا على أستفزازها وغرورها:
- لقد قررت وسأعود الان الى الحديقة وافعلي ما شئتِ أيتها المغرورة ....
ضحكت ساخرة وقالت :
- تفضل عد أيها المهزوم !!!
قلت لها :
- أذهبي الي الجحيم
Cant See Links
Cant See Links
وعدت ادراجي الى الحديقة. واخذت تصرخ علي :
- حسن لا تفعل، لا تدعها تشمت بنا ايها الغبي الحقير، لا تفعل.
وصلت الى الحديقة وهي مازالت تشتم وتطلب مني التراجع، وان لا اترك فرصة لبندارا لتشمت بنا، توقفت والتفت الى الخلف وقلت لها :
- مرح ... غرورك وكبريائك وعجرفتك ستدمرنا .....
- حسن، أتريد ان نعتذر لها، لا تكن مجنونا، ستشمت بنا ان فعلنا .....
- لا تعتذري حتى لا تشمت بك، سأعتذر انا عني وعنك، فأنا لا يهمني، هيا فلا خيار امامك لقد قررت ولن أعود عن قراري ......
ويبدو ان مرح استسلمت للامر الواقع ودخلت معي البرج، وأستقبلتنا الفتاة وادخلتنا لمكتب الأميرة، وبعد لحظات دخلت الأميرة وجلست وقالت :
- اهلا وسهلا بكم، يشرفني انكم عدتم.
قلت لها :
- أيتها الأميرة .....
قاطعتني وقالت :
- نادني بأسمي ....
قلت لها :
- عني وعن مرح نعتذر لك عما بدر منا من خرق لتعاليم مدينتكم، ونتمنى ان تقبلي اعطاءنا فرصة جديدة لنتعرف على تعاليم مدينتك حتى لا نخالفها.
ابتسمت وقالت:
- قبلت أعتذارك انت، ولكني اود ان اسمع منها ان كانت موافقة علي هذا الأعتذار؟
قلت :
- نعم هي موافقة.
قالت الأميرة لها:
- اصحيح انك موافقة؟
اشغلت مرح نفسها بمداعبة شعرها واللعب بأظافرها دون مبالاه، وهي تتظاهر بانها لم تسمع ...
كررت الاميرة كلامها لمرح عدة مرات، وبقيت مرح تتجاهل ما يحدث بطريقة أستفزازية ...
صرخت بمرح :
- مرح .. مرح .. الا تسمعين !!!
التفتت مرح وهي تبتسم وقالت :
- مالك ياحبيبي على شو زعلان ؟؟
قلت:
- الأميرة تسألك ان كنت توافقين على الأعتذار؟
قالت بأستخفاف :
- أنا أعتذر؟ شو الي بتحكيه ياروحي؟
قلت بلهجة هادئة محاولا ان الطف الجو :
- الأعتذار للأميرة لأننا خالفنا تعاليم مدينتها !
قالت :
- شو صارلك ياحبيبي؟ انت بتعرف ان مرح ما بتعتذر لحدى مين ماكان يكون .
هنا علمت ان مرح خدعتني ... وابتسمت الأميرة وعيونها تشع غيظاً وقالت :
- كونته ياصغيرتي، كانت لديك الفرصة لأن تنتصري علي ولكنك خسرتي، فلا تكابري ..
قالت مرح بأستخفاف أكبر :
- ياحبيبتي ... هيك شاطرة وبتعرفي اسمي، ليش ماناديتيني فيه من الأول، بس ياريت تناديني بأسم مرح علشان بيلبقلي اكثر.
سخرية مرح من الآميرة بهذا الشكل انذرت بحدوث حرب لابد منها، ولا يمكن تفاديها، ولم يكن بأمكاني عمل شئ سوى الأنتظار والترقب ..
ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :.................
Cant See Links
Cant See Links
من حسن حظكم اننا اخرجناكم من دائرة القمر الأحمر في الوقت المناسب وإلا لفقدتم عقلكم الى الأبد .... أحد تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تعرفوها، أنه حيث يمتزج نور القمر بالنور الأحمر يتحول النور الى ظلام، فأبتعدوا الأن ان لم تمانعوا .... والأن رافقتكم السلامة.
وقفت مرح على قدميها وسارت بسرعة وقالت بنبرةالامر الحاسم:
هيا ياحسن !!
علمت أنها لا تريد أن تمنحني فرصة للبدء بأي حديث مع الأميرة ... سرنا من حيث بدأنا، فأخذت أضحك وشر البلية ما يضحك، وقلت لمرح:
هل يمكن أن أحدثك ( إن لم تمانعي) ؟؟؟
ابتسمت مرح وقالت :
تفضل (أنا لا أمانع) ؟؟
هل يمكن ان تخبريني ماذا ستفعلين الأن "ان لم تمانعي"؟
بصراحة إن لم تمانع فأنا لا أعرف؟؟
لدي أقتراح، لماذا لا نبقي في حديقة الأميرة بدلا من ان نعود اليها مرغمين "ان لم تمانعي"
هل يمكن ان اطلب منك ان تخرس "أن لم تمانع"
لدي خطة "إن لم تمانعي" اعود أنا الى الاميرة، فربما استطيع ان اكشف بعض الاسرار؟؟
قالت مرح ساخرة:
اي نوع من الاسرار تريد ان تكشفه لدى الاميرة، أخبرني "ان لم تمانع"؟
كل انواع الاسرار وخاصة تلك الاسرار البارزة والتي اتوق لكشفها طبعاً ان لم تمانعي؟
أكيد باندارا لن تمانع ان تكشف اسرارها البارزة والغير بارزة .. هيا عد اليها يا "حسن ياابو النسوان" وان لم تمانع سأقصف رقبتك.
والان يامرح ماذا سنفعل؟ هل سنسير في طرقات المدينة (ان لم تمانعي) الى مالا نهاية.
وعلى ماذا تستعجل، فلدينا عام كامل نقضيه في هذه المدينة كما قالوا، فدعنا نرى ماذا سيحدث.
سرنا من طريق الى اخر ، واخذنا نحذر كل شئ ، ونتخيل ان كل شئ في هذه المدينة مسحور، ويعيدنا الي حديقة الاميرة ....
اقتربنا من احدى الطرقات العريضة المرصوفة بالذهب،وعلى جانبي الطريق لوحات رخامية سوداء صغيرة وكبيرة تحوي كتابات بمئات اللغات خطت بلون الذهب إمتدت على مسافة مئات الامتار، والعجيب اننا استطعنا قراءة الكتابات من حيث نقف ....
قلت لمرح:
هيا ندخل هذه الطريق فهي حتماً مسحورة وستعيدنا الى حديقة الاميرة ....
ضحكت مرح وقالت:
لدي نفس الشعور، ان دخلنا هذه الطريق فسنعود الى سمو "ان لم تمانعوا".
واتفقنا ان لا ندخلها وسرنا من طريق اخر ولكن بعد مرورنا بعشرات الطرقات تكررت رؤيتنا لطرق مذهبة مشابهة لتلك الطريق التي رأيناها في السابق.
ضحكت مرح وقالت:
هيا ياحسن لنعود الى بندارا
دخلنا الطريق ونحن نضحك .. ولكن دقائق مرت دون ان يحصل شئ .. وسرنا اكثر واكثر، وادركنا ان الطريق فعلا مسحورة فهي لا تنتهي.
Cant See Links
مرت ساعات ونحن نسير، ولكن دون جدوى، يبدو ان الطريق تسير معنا او اننا لا نسير ونظن اننا نسير، وبدأت الشمس تنسحب معلنة موعد الغروب
وما ان مال قرص الشمس الى الاحمرار حتى عكست الطريق صورة قرص الشمس لنصبح نحن داخل قرص الشمس او ان الطريق تحولت الى شمس، ولم نحتمل اقتراب الشمس منا ولم نستطع ان نخرج من الطريق، وبدأنا نشعر ان الشمس تأخذنا معها . . . .
Cant See Links
دوار، صداع، هلوسة، لم نقاوم ، خيط رفيع من الامل وهو الذي تبقى لنا . . أن تتدخل الأميرة بندارا لتخرجنا ولكن الاميرة لم تتدخل . . . .
ازداد العذاب ومر الوقت، وانتهى الكابوس ولا ادري ماذا حدث وكيف وصلنا الى حديقة الاميرة، واطلت الاميرة من جديد وقالت:
من حسن حظكم اننا اخرجناكم في الوقت المناسب وإلا لذهبتم مع الشمس
فمن تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تفهموها " انه حيث يلمع بريق الذهب بغروب الشمس ينعكس الشر، فابتعدوا عنه ان لم تمانعوا" والان قبل ان اقول لكم مثل كل مرة "رافقتكم السلامة ان اردتم"، أذكركم بانكم خرقتم تعاليم مدينتنا أربع مرات، وربما لم يبقى امامكم إلا فرصة او اثنتين، وربما عشرة او الف، وعندها ستجدون انفسكم في مدينة الشمس، وربما لم يعد هناك مجال لخطأ جديد، او ربما كان، فهذا يعود اليكم الان . . . رافقتكم السلامة ان اردتم.
وعادت الأميرة من حيث أتت، والتفتُ الى مرح لأجدها مازالت في دوار، وخاصة انها لا تحتمل الشمس ولم تعتد عليها من قبل، وقلت لمرح:
أعتقد اننا وصلنا الى النهاية، ويجب ان نواجه الحقيقة، فكل الطرق تعيدنا من حيث بدأنا . فلا داعي لمزيد من التيه وتجربة الشمس الأخيرة كافية لي ولكِ واثارها مازالت على محياك، انه من الجنون ان نستمر بهذه الطريقة.
فقالت مرح وقد بدى على صوتها الارهاق والتعب:
حسن لقد دخلنا لعبة خطرة منذ البداية، وانت وافقت على ان تسير خلفي وتترك لي معالجة الامور بالطريقة التي أرتأيها، فدعني أفعل ذلك بطريقتي وثق أني أعلم ماذا أفعل وماذا سأفعل.
فقلت لها:
مرح . . . ولكن . . . .
قاطعتني وقالت:
بدون ولكن !!!
Cant See Links
افعلي ماشئتِ، فوالله لن تقودينا إلا الى الجحيم يامرح ....
ان لم تمانع .... سأفعل.
لا امانع يامرح .......
سرنا من جديد، وخضنا تجارب جديدة في هذه المدينة الفريدة، التي أصبحت أشك في كل شئ فيها، فمانكاد نقترب من شئ، حتى نجد أنفسنا قد عدنا دون أن ندري ، وبعد ان تلقنا درساً، الى حديقة الأميرة بندارا، لتطل علينا وتعيد الموشح المعروف، وتختمه بكلمة أخيرة ... رافقتكم السلامة.
عشرات المرات عدنا الى حديقة المدينة، وبدأنا من جديد ... أنعكاس النجوم في الماء وتكرارها "شر"
كثرة الظلال للشئ الواحد "شر"، الصوت المتقطع وصداه شر، وغير ذلك الكثير في عالم الغرائب هذا ......
تعاليم المدينة التي تحرم الاقتراب من هذه الأشياء وتترك لشخص حرية الأقتراب منها إن هو شاء .... برغم المحاولات الفاشلة التي استمرت اكثر من ثلاثة أسابيع إلا ان مرح لم تمل المحاولة من جديد والاميرة بندارا أيضاً لم تمل من أستقيالها لنا يوميا، لتعيد علينا نفس الكلمات، ويبدولي ان مايحدث ماهو إلا نوع من تحدي الكبرياء بين الاميرة بندارا، والجنية مرح ... لم أعد أقوى على احتمال المزيد من هذا الجنون، وهنا قررت ان أتوقف، وان لا استمر في اللعبة ... قلت لمرح :
- لن أتحرك من هنا ، لا تحاولي ان تقنعيني ، لقد تعبت وكفاني ما حدث.
حاولت مرح ان تقنعني بضرورة الأستمرار حتى النهاية مهما كلف الثمن، لكني أغلقت أذناي حتى لا أسمع، وحاولت مرح ان تقنعني اكثر من مرة، ولكني رفضت ورفضت، حتى يئست مرح من محاولة اقناعي، وقالت بلهجة حزينة:
- حسن أرجوك، أسمعني جيدا، انا بحاجة أليك مثلما انت بحاجة الي، ان توقفت الان ستدفع الثمن غاليا، يجب ان نحاول ونحاول حتى نجد شيئا، افهمني ارجوك .....
- لن أتحرك من هنا مادمت سأعود الى هنا، وقد تعبت من مجاراة غرورك وكبريائك ....
- إذا ماذا تقترح ان نفعل ايها المجنون.
- نجلس مع الاميرة بندارا ونعتذر لها لتعرفنا قوانين هذه المدينة، بدا إضاعة الوقت والجهد وماستعنيه من الم .....
- ان كنت تصر، فتعال نقوم بمحاولة أخيرة، وإذا فشلنا فأفعل ما شئت.
- رغم قناعتي بأنها مضيعة للوقت إلا اني موافق.
بدأنا نسير طريقنا من جديد، إلا ان مرح هذه المرة لم تعد تبحث عن طريق جديدة، بل عادت الى المواقع القديمة والتي جربناها من قبل، وكانت تعيدنا الى الحديقة، واخذنا نتجول في نفس المواقع عدة مرات وانا لا أفهم ما الذي يدور في خاطر مرح ولماذا تفعل هذا .....
توقفت مرح وقالت لي :
- حسن لا اعتقد انك ستنسحب لتعطيها فرصة لتشمت بي، سنكرر المحاولة عدة مرات حتى ننجح.
- لقد أتفقنا مرة واحدة ومن ثم تتنازلين عن غرورك .
- لست انت الذي يقرر، ستفعل ما امرك به، "وخليك شاطر علشان ما ازعل منك"
- لن يحدث هذا يامرح ......
- سترى من الذي يقرر في النهاية، انت يا ابن البشر ام مرح.
قلت لها ردا على أستفزازها وغرورها:
- لقد قررت وسأعود الان الى الحديقة وافعلي ما شئتِ أيتها المغرورة ....
ضحكت ساخرة وقالت :
- تفضل عد أيها المهزوم !!!
قلت لها :
- أذهبي الي الجحيم
Cant See Links
Cant See Links
وعدت ادراجي الى الحديقة. واخذت تصرخ علي :
- حسن لا تفعل، لا تدعها تشمت بنا ايها الغبي الحقير، لا تفعل.
وصلت الى الحديقة وهي مازالت تشتم وتطلب مني التراجع، وان لا اترك فرصة لبندارا لتشمت بنا، توقفت والتفت الى الخلف وقلت لها :
- مرح ... غرورك وكبريائك وعجرفتك ستدمرنا .....
- حسن، أتريد ان نعتذر لها، لا تكن مجنونا، ستشمت بنا ان فعلنا .....
- لا تعتذري حتى لا تشمت بك، سأعتذر انا عني وعنك، فأنا لا يهمني، هيا فلا خيار امامك لقد قررت ولن أعود عن قراري ......
ويبدو ان مرح استسلمت للامر الواقع ودخلت معي البرج، وأستقبلتنا الفتاة وادخلتنا لمكتب الأميرة، وبعد لحظات دخلت الأميرة وجلست وقالت :
- اهلا وسهلا بكم، يشرفني انكم عدتم.
قلت لها :
- أيتها الأميرة .....
قاطعتني وقالت :
- نادني بأسمي ....
قلت لها :
- عني وعن مرح نعتذر لك عما بدر منا من خرق لتعاليم مدينتكم، ونتمنى ان تقبلي اعطاءنا فرصة جديدة لنتعرف على تعاليم مدينتك حتى لا نخالفها.
ابتسمت وقالت:
- قبلت أعتذارك انت، ولكني اود ان اسمع منها ان كانت موافقة علي هذا الأعتذار؟
قلت :
- نعم هي موافقة.
قالت الأميرة لها:
- اصحيح انك موافقة؟
اشغلت مرح نفسها بمداعبة شعرها واللعب بأظافرها دون مبالاه، وهي تتظاهر بانها لم تسمع ...
كررت الاميرة كلامها لمرح عدة مرات، وبقيت مرح تتجاهل ما يحدث بطريقة أستفزازية ...
صرخت بمرح :
- مرح .. مرح .. الا تسمعين !!!
التفتت مرح وهي تبتسم وقالت :
- مالك ياحبيبي على شو زعلان ؟؟
قلت:
- الأميرة تسألك ان كنت توافقين على الأعتذار؟
قالت بأستخفاف :
- أنا أعتذر؟ شو الي بتحكيه ياروحي؟
قلت بلهجة هادئة محاولا ان الطف الجو :
- الأعتذار للأميرة لأننا خالفنا تعاليم مدينتها !
قالت :
- شو صارلك ياحبيبي؟ انت بتعرف ان مرح ما بتعتذر لحدى مين ماكان يكون .
هنا علمت ان مرح خدعتني ... وابتسمت الأميرة وعيونها تشع غيظاً وقالت :
- كونته ياصغيرتي، كانت لديك الفرصة لأن تنتصري علي ولكنك خسرتي، فلا تكابري ..
قالت مرح بأستخفاف أكبر :
- ياحبيبتي ... هيك شاطرة وبتعرفي اسمي، ليش ماناديتيني فيه من الأول، بس ياريت تناديني بأسم مرح علشان بيلبقلي اكثر.
سخرية مرح من الآميرة بهذا الشكل انذرت بحدوث حرب لابد منها، ولا يمكن تفاديها، ولم يكن بأمكاني عمل شئ سوى الأنتظار والترقب ..
ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :.................
Cant See Links