(خسارة بندارآ امام فرح)
Cant See Links
ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :
- ياكونته، لقد خسرتِ ومازلتِ صغيرة، ودهاؤك وذكاؤك لن يسعفاك هذه المرة، غرورك قادك الى الهزيمة، لقد كانت امَامك الفرصة لتنجحي بالخروج من مدينتي، ولكن هاانتِ تعودين الي.
ردت عليها مرح :
- انا لا أعرف الهزيمة، ولن أعرفها، وايضا حينما اهزم ، لا أخجل من الأعتراف بالهزيمة، شريطة ان يكون الذي سيهزمني أفضل مني، وانتِ لست بشئ لتهزميني، ولن تنالي هذا الشرف الذي كنت ستفخرين به طوال عمرك، ومعلش ياحبيبتي، أنتِ الي طلعتِ صغيرة.
قالت الأميرة :
- اومازلتِ تكابرين بعد ان عدتِ الي، ألا تدرين ماتفعلين؟
قالت مرح :
- لا ياحبيبتي، انا لم أعد اليك، وانما ابن البشر هذا اراد ان يعود ليحضر الفصل الأخير من تمثيلك المكشوف ( يامتواضعة أنتِ )
وقفت الأميرة بندارا على قدميها وسارت عدة خطوات وأقتربت من مرح ورمقتها بنظرات حادة ... مرت دقائق من الصمت الرهيب لم تتكلم فيها الأميرة، ولم تتكلم خلالها مرح وكان حوار عنيف يدور بينهما بواسطة النظرات، وبعد الصمت أبتسمت الاميرة وقالت :
- هل وجدتِ الطريق ياكونته ؟؟
أبتسمت مرح بثقة وقالت :
- نعم وجدتها ....
ضحكت الاميرة وقالت :
Cant See Links
Cant See Links
- انت داهية الدواهي ياكونته . . يامرح، خسارة انك تمردت، خسارة، لو لم تفعلي لاصبحت حارسة الحارسات، خسارة انك في جانب وانا في جانب اخر، وإلا لأصبحنا افضل صديقتين ... نعم لقد هزمتني ياكونته، يامرح، وبهزيمتي هزمتِ جيلا بأكمله، انت ابرع من عاصرت بالتمويه والخداع ... لقد استطعتِ خداعي حتى اللحظة الأخيرة، كان بودي ان اصافحك وأعانقك، ولكن بما انك متمردة فلن أفعل، وانتِ تفهمين لماذا ...
قالت لها مرح :
- انا لا ألومك، ولكنه كان لي شرف عظيم بلقائك، وخسارة لي انا ان يكون لقائنا الاول في مثل هذه الظروف، واتمنى لقاءك في ظروف اخرى.
أبتسمت الاميرة وقالت :
- اتمنى، ولكني لا اعتقد ان هذا سيحدث يامرح، ولكني لن انساك، ورغم اعجابي بك إلا ان واجبي يحتم علي ان اوصي واطلب من المسؤولين ان يتم القضاء عليك في اول فرصة تسنح، وان يوقفوا هذه التجربة.
قالت مرح :
- انا اتفهم موقفك هذا، واحترمه ولو كنت مكانك لفعلت نفس الشئ.
وضعت يدي على خدي مثل " الأهبل " وانا اترقب واستمع لهذا الحديث الغريب بين اعجب واغرب مخلوقتين . كيف تحولتا من قمة العداء والتحدي في لحظة واحدة الى قمة الأحترام والود والاعجاب ؟!
قلت لها :
- هل استطيع ان افهم مايجري حولي، من أنتِ ومن هي؟ ومن انا واين نحن؟ وماذا يحدث وماذا سيحدث؟
ضحكت الاميرة ومرح معاً، ولاول مرة يضحكن على شئ مشترك. قالت الاميرة :
- انا بندارا وهي مرح وانت حسن، ونحن في سراب مملكة الشر، والذي يحدث ما تراه، والذي حدث ما رأيت وماذا سيحدث فلا احد يعرف.
ابتسمت وقلت للأميرة :
- شكراً، لم يكن هناك داع لهذا الشرح المطول، كان بأمكانك اختصار الاجابة أكثر . بدلا من هذا العناء والجهد المبذول في اجابتك المفسرة .....
التفت الاميرة بندارا الى مرح وقالت لها :
- اخشى يامرح انك تبحثين عن سراب.
ردت مرح :
- طريقي بأتجاه واحد حتى ولو ادت الى سراب.
قالت الاميرة:
- اذهبي يامرح .... ولن انساك .....
سارت مرح عدة خطوات، والتفتت الى بندارا واشارت اليها بيدها مودعة ... ردت الاميرة بأبتسامة وبحركة هادئة من رأسها ... سرنا وخرجنا من الحديقة، وهذه المرة الاولى التي اخرج بها من الحديقة وانا على يقين اني لن اعود اليها رغم انني لا افهم مايحدث ولا ادري ما هو سر التحول الغريب في العلاقة بين مرح وبندارا ......
اردت ان اسال مرح وقبل ان اسال قالت لي:
اعرف انك ستسألنيالف سؤال، وأعرف انك ايضاً لن تفهم شئ مهما شرحت لك، "حبيبي حسن بترجاك ارحمني وماتسأل وانا بعدين بحكيلك"
قلت متحايلا عليها :
لن اسألك إلا سؤالاً واحد فقط ولن اسأل غيره، فقط قولي لي ماحدث ؟؟؟
ضحكت مرح وقالت :
اتسمي هذا سؤالا واحد ؟ انا محظوظة لانك ستسأل سؤالا واحدا فقط، فكيف لو سألت سؤالين، فهذا يعني اني سأضطر ان احكي لك قصة البشر والكونيين منذ البداية وحتى النهاية، لا تقف كالصنم ، سأحكي لك ونحن نسير، ولكن لا تقاطعني، ومالم تفهمه لا تسالني عنه، ولا تعلق .. أتفقنا ياحسن؟
قلت :
اتفقنا يامرح ....
قالت :
ماحدث هو اننا حينما دخلنا الحاجز الزمني ووجدنا انفسنا في داخل المدينة العجيبة "مملكة الشر" التي تبهر العقول، أعتقدنا اننا دخلنا، لكن في الحقيقة نحن لم ندخلها، بل دخلنا سراب مملكة الشر، أي ان كل ما رايناه لم يكن إلا سراب . وهو انعكاس لمملكة الشر، باستثناء الطرق التي كنا نسير فيها، وماكنا نلمسه، أي ان الفترة التي قضيناها كانت على حدود مملكة الشر، ولم نكن داخلها . وما رأيناه من بنايات وأبراج وعجائب، كنا نراه من خلف الحاجز الشفاف، اما الطرقات والعربات والمظلات وقصر الأميرة .... فهذه أمور حقيقية ولكنها تقع خارج مملكة الشر، وبندارا ليست أميرة، ولا يتواجد في هذا المكان سواها ومجموعة من مساعديها الذين ساعدوها على ترتيب كل شئ بأتقان حتى نعتقد اننا دخلنا مملكة الشر، وللحقيقة فهم بارعون في الخداع . . .
كان من المستحيل ..............
Cant See Links
كان من المستحيل لأي شخص، دون ان استثني نفسي، ان يعرف هذه الحقيقة، فقد اعتقدت انني في مملكة الشر، وحينما وصلنا الى برج الاميرة بندارا واستقبلتنا ... ادركت فورا انني امام شخصية في غاية الذكاء، قادرة ان تعرف كل تصرف ساقوم به قبل ان انفذه، من هنا تيقنت فورا اني مهما استخدمت من دهائي وذكائي فسأبقى مكشوفة امام دهاء وذكاء بندارا اللا محدود، وفرصتي ستكون ضئيلة جدا ان دخلت معها في لعبة ذكاء تتفوق فيها بمعرفتها تفاصيل المكان ومعرفتها المسبقة بتجربتي وطرق تفكيري، وانا على العكس من ذلك، لا اعرف من هي، ولا كيف تفكر، ولا اين نحن ......
ومعركتي معها ستكون خاسرة مئة بالمئة دون ادنى شك، إلا بطريقة واحدة، وهي "توقع الغير متوقع" وكل شئ كان من الممكن يتوقعوه ، إلا ان تتصرف مرح المغرورة "بغباء مطلق" وكانت المفاجأة لبندارا بان كل توقعاتها باءت بالفشل، وان مرح الداهية تتصرف "بغباء مطلق" وعليه كان على بندارا ان تفكر بغباء هي ايضاً حتى تفهم غباء مرح ، وطبعا، كان هذا مستحيلاً فهي لم تتعامل مع الأغبياء من قبل، أما انا فقد تعاملت مع الكثير من الأغبياء، ومازلت أتعامل مع أحدهم ........
وهكذا بدأت منذ اللحظة الأولى، أحاول لا أخطط لشئ، لم اكن اسجل في دماغي اية ملاحظات ولم اسعى لتوفير الوقت، ولم اخطط لشئ، واقع في الخطأ ولا يهمني، واعود الى حديقة بندارا عشرات المرات ولا يهمني، والأكثر من هذا اني استطعت ان اجمد دماغي حتى لا يتجه للتفكير بطريقة سليمة. وانا اعلم ما افعل، فقد كنت تحت المراقبة ، وكل ما سجل بدماغنا كان مكشوفا لبندارا، ولم نكن نستطيع ان نخفيه، وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها بندارا ... والتي كنت أعيها تماماً، وكانت اجابتي لها "لا توجد خطة لدي" لا يوجد في دماغي اية ملاحظات عن المكان، "لا أفكر في أي شئ" ... وهكذا وحتى اللحظة الأخيرة أعتقدت بندارا ان شيئاً ما قد حصل لدماغي، وهي لا تلام، فحتى الأغبياء لا يتصرفون هكذا، كان من الممكن ان تستمر هذه اللعبة عدة أسابيع اخرى، إلا انك قررت ان ننهيها ونذهب ونعتذر لبندارا. وهنا عدت انا الى طبيعتي، وحصلت على المعلومات، والملاحظات حول ما حدث، وحول المكان من دماغك الذي سجل الأمور بطريقة طبيعية لا تشير الشك ... ومن خلال المعلومات التي لديك استطعت ان اجد الطريق!! وقمت بأستفزازك عمداً، وعدنا للأميرة ... ومن خلال قدرة بندارا على قراءة أفكاري، تفاجأت بأني حصلت على كل المعلومات التي أريد، ووجدت طريقة للخروج من السراب والدخول الى ملكة الشر ... اما الاميرة بندارا فهي ليست مجرد شخصية عادية وأنما هي احدى حارسات ابواب الشر المتميزات ، ان لم تكن الأفضل. وهي من الجيل السابق طبعاً، انا لم أعرف أنها حارسة إلا اليوم فقط من خلال الحوار الطويل الذي دار بيننا بطريقة "قراءة الأفكار" ... وكوننا في هذا المكان فلا تفسير عندي لذلك، فهي قد رفضت ان تفصح عن ذلك، وهذا بالنسبة لي شئ غريب ، ولكن هناك أسرار وامور كثيرة اجهلها ... هذا كل ما استطيع ان اقوله لك عما حدث، فأرجو ان لا تعلق واتمنى ان تكون قد فهمت شيئاً، هيا بنا لنخرج من السراب، وندخل مملكة الشر ...
لم أعلق على ماروت، ليس لانها طلبت ان لا افعل، بل لأني لا اريد ان اعلق ولا ان أسأل، ولا اريد ان افكر في هذا الموضوع، لأنه من الجنون ان افكر في أي شئ جديد لا أفهمه، وخاصة انه في كل لحظة هناك جديد غريب لا يفهم بسهولة، فخير لي ان اريح تفكيري .. مادمت برفقة هذه الداهية التي لا تفوتها شاردة.
سرنا حتى وصلنا الى الألواح الحجرية الكبيرة، التي نقشت عليها كتابات ورموز بالذهب الأحمر، بلغة ليست من لغة الجن ولا لغة الأنس، وقفت مرح امام اللوحات وابتسمت وقالت:
- أتعلم ياحسن ان الرموز والكتابات المنقوشة على اللوحة هي عبارة عن شرح مبسط لكيفية دخول مملكة الشر، ولو كان طفل صغير يعرف قراءة هذه اللغة لاستطاع الدخول دون عناء، وهذا يعني ان دخول المملكة ليس يالسر وليس حكرا على احد، فأي كان يستطيع الدخول وضحكت ضحكة من اعماق قلبها:
- اتعلم ان الثمرة التي اكلنا منها واصابتنا بالدوار وافقدتنا التركيز والوعي، كتب عنها مايلي: "هذه الثمرة تساعد على التركيز وتمنح النشاط ، وتمحو النعاس وتزيل التعب والارهاق، وتغنيك عن الماء والطعام ان اكلت منها ثلاث حبات، وان اكلت منها حبة أقل من ذلك او اكثر، فسيصيبك عكس ذلك".
قلت لمرح:
- كيف تعلمت قراءة هذه اللغة؟
- "اللغة بسيطةجدا، وحتى تتعلمها يجب ان تعرف الرموز، وان عرفت الرموز فقد تعلمتها، والرموز رموز الشر التي وقفنا بها، والتي كانت السبب في عودتنا المتكررة لبندارا، فلو عرفنا الرموز لما وقفنا بها". ولو لم نقع بها لما عرفتها، وماكنت ساتعلم اللغة.
مدت مرح يدها على نفس الثمرة، واكلت منها ثلاث حبات، لم أجرؤ انا ان افعل مثلها، خاصة بعدما حدث معي من جراء اكلي لهذه الثمرة، ولكني قطفت ثلاث حبات وحملتها معي حتى اتاكد من ان مرح لم يحصل لها شئ من جراء اكلها للثمار، وعدها اجرب انا ....
سرنا حتى وصلنا الى الطريق المذهبة، والتي تعكس غروب الشمس عليها، وقفت مرح بجانبها وقالت:
Cant See Links
- المدخل الى مملكة الشر يمر من هذه الطريق، ويجب علينا ان ننتظر الى ان يحين غروب الشمس وظهور القمر قبل اكتمال الغروب، وعندها نستطيع ان ندخل المملكة .....
انتظرنا ولم ندخل الطريق، حتى غربت الشمس، واخذنا ننتظر ظهور القمر، حتى ظهر قبل ان يكتمل الغروب، ودخلنا الطريق وماهي إلا دقائق معدودة حتى خرجنا من الطريق، ولم يحصل معنا ماحدث في المرة السابقة .. وحين وصلنا الى نهاية الطريق والتفتنا الى الخلف كان كل شئ قد أختفى، ووجدنا انفسنا في وسط المدينة المدينة التي كنا نراها في السابق ....
كان الوقت ليلاً، ولكن القمر اضاء المدينة لتشعر بأنك في ساعات النهار، لم نكد نتقدم خطوة واحدة حتى توقفت عربة سوداء تجرها خيول بيضاء، خرج منها شاب بهي الطلعة وقال:
- "تفضلوا معنا الاميرة في انتظاركم" .....
ركبنا العربة وضحكت وقلت لمرح:
- ماذا يحدث يامرح هل سنعيد "الفيلم" من جديد ام اننا عدنا الى الماضي والى نفس المكان؟
قالت مرح:
- "سننتظر لنرى" ....
وصلت العربة امام قصر كبير وتوقفت ونزلنا منها واستقبلتنا فتاة، مررنا من حديقة حتى وصلنا الى مدخل القصر ودخلنا.
Cant See Links
كان قصر غاية في الفخامة والروعة، مررنا من بين مجموعة من الصالات المليئة بالأشخاص حتى وصلنا الى مكتب، دخلناه، تركتنا الفتاة وقالت:
- "ستحضر الاميرة بعد لحظات" ...
قلت لمرح :
- يبدو انها تمثيلية اخرى، ولكنها افخم وتلثيق بمستواك وليست كالسابق.
أنفتح الباب، .....................
Cant See Links
ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :
- ياكونته، لقد خسرتِ ومازلتِ صغيرة، ودهاؤك وذكاؤك لن يسعفاك هذه المرة، غرورك قادك الى الهزيمة، لقد كانت امَامك الفرصة لتنجحي بالخروج من مدينتي، ولكن هاانتِ تعودين الي.
ردت عليها مرح :
- انا لا أعرف الهزيمة، ولن أعرفها، وايضا حينما اهزم ، لا أخجل من الأعتراف بالهزيمة، شريطة ان يكون الذي سيهزمني أفضل مني، وانتِ لست بشئ لتهزميني، ولن تنالي هذا الشرف الذي كنت ستفخرين به طوال عمرك، ومعلش ياحبيبتي، أنتِ الي طلعتِ صغيرة.
قالت الأميرة :
- اومازلتِ تكابرين بعد ان عدتِ الي، ألا تدرين ماتفعلين؟
قالت مرح :
- لا ياحبيبتي، انا لم أعد اليك، وانما ابن البشر هذا اراد ان يعود ليحضر الفصل الأخير من تمثيلك المكشوف ( يامتواضعة أنتِ )
وقفت الأميرة بندارا على قدميها وسارت عدة خطوات وأقتربت من مرح ورمقتها بنظرات حادة ... مرت دقائق من الصمت الرهيب لم تتكلم فيها الأميرة، ولم تتكلم خلالها مرح وكان حوار عنيف يدور بينهما بواسطة النظرات، وبعد الصمت أبتسمت الاميرة وقالت :
- هل وجدتِ الطريق ياكونته ؟؟
أبتسمت مرح بثقة وقالت :
- نعم وجدتها ....
ضحكت الاميرة وقالت :
Cant See Links
Cant See Links
- انت داهية الدواهي ياكونته . . يامرح، خسارة انك تمردت، خسارة، لو لم تفعلي لاصبحت حارسة الحارسات، خسارة انك في جانب وانا في جانب اخر، وإلا لأصبحنا افضل صديقتين ... نعم لقد هزمتني ياكونته، يامرح، وبهزيمتي هزمتِ جيلا بأكمله، انت ابرع من عاصرت بالتمويه والخداع ... لقد استطعتِ خداعي حتى اللحظة الأخيرة، كان بودي ان اصافحك وأعانقك، ولكن بما انك متمردة فلن أفعل، وانتِ تفهمين لماذا ...
قالت لها مرح :
- انا لا ألومك، ولكنه كان لي شرف عظيم بلقائك، وخسارة لي انا ان يكون لقائنا الاول في مثل هذه الظروف، واتمنى لقاءك في ظروف اخرى.
أبتسمت الاميرة وقالت :
- اتمنى، ولكني لا اعتقد ان هذا سيحدث يامرح، ولكني لن انساك، ورغم اعجابي بك إلا ان واجبي يحتم علي ان اوصي واطلب من المسؤولين ان يتم القضاء عليك في اول فرصة تسنح، وان يوقفوا هذه التجربة.
قالت مرح :
- انا اتفهم موقفك هذا، واحترمه ولو كنت مكانك لفعلت نفس الشئ.
وضعت يدي على خدي مثل " الأهبل " وانا اترقب واستمع لهذا الحديث الغريب بين اعجب واغرب مخلوقتين . كيف تحولتا من قمة العداء والتحدي في لحظة واحدة الى قمة الأحترام والود والاعجاب ؟!
قلت لها :
- هل استطيع ان افهم مايجري حولي، من أنتِ ومن هي؟ ومن انا واين نحن؟ وماذا يحدث وماذا سيحدث؟
ضحكت الاميرة ومرح معاً، ولاول مرة يضحكن على شئ مشترك. قالت الاميرة :
- انا بندارا وهي مرح وانت حسن، ونحن في سراب مملكة الشر، والذي يحدث ما تراه، والذي حدث ما رأيت وماذا سيحدث فلا احد يعرف.
ابتسمت وقلت للأميرة :
- شكراً، لم يكن هناك داع لهذا الشرح المطول، كان بأمكانك اختصار الاجابة أكثر . بدلا من هذا العناء والجهد المبذول في اجابتك المفسرة .....
التفت الاميرة بندارا الى مرح وقالت لها :
- اخشى يامرح انك تبحثين عن سراب.
ردت مرح :
- طريقي بأتجاه واحد حتى ولو ادت الى سراب.
قالت الاميرة:
- اذهبي يامرح .... ولن انساك .....
سارت مرح عدة خطوات، والتفتت الى بندارا واشارت اليها بيدها مودعة ... ردت الاميرة بأبتسامة وبحركة هادئة من رأسها ... سرنا وخرجنا من الحديقة، وهذه المرة الاولى التي اخرج بها من الحديقة وانا على يقين اني لن اعود اليها رغم انني لا افهم مايحدث ولا ادري ما هو سر التحول الغريب في العلاقة بين مرح وبندارا ......
اردت ان اسال مرح وقبل ان اسال قالت لي:
اعرف انك ستسألنيالف سؤال، وأعرف انك ايضاً لن تفهم شئ مهما شرحت لك، "حبيبي حسن بترجاك ارحمني وماتسأل وانا بعدين بحكيلك"
قلت متحايلا عليها :
لن اسألك إلا سؤالاً واحد فقط ولن اسأل غيره، فقط قولي لي ماحدث ؟؟؟
ضحكت مرح وقالت :
اتسمي هذا سؤالا واحد ؟ انا محظوظة لانك ستسأل سؤالا واحدا فقط، فكيف لو سألت سؤالين، فهذا يعني اني سأضطر ان احكي لك قصة البشر والكونيين منذ البداية وحتى النهاية، لا تقف كالصنم ، سأحكي لك ونحن نسير، ولكن لا تقاطعني، ومالم تفهمه لا تسالني عنه، ولا تعلق .. أتفقنا ياحسن؟
قلت :
اتفقنا يامرح ....
قالت :
ماحدث هو اننا حينما دخلنا الحاجز الزمني ووجدنا انفسنا في داخل المدينة العجيبة "مملكة الشر" التي تبهر العقول، أعتقدنا اننا دخلنا، لكن في الحقيقة نحن لم ندخلها، بل دخلنا سراب مملكة الشر، أي ان كل ما رايناه لم يكن إلا سراب . وهو انعكاس لمملكة الشر، باستثناء الطرق التي كنا نسير فيها، وماكنا نلمسه، أي ان الفترة التي قضيناها كانت على حدود مملكة الشر، ولم نكن داخلها . وما رأيناه من بنايات وأبراج وعجائب، كنا نراه من خلف الحاجز الشفاف، اما الطرقات والعربات والمظلات وقصر الأميرة .... فهذه أمور حقيقية ولكنها تقع خارج مملكة الشر، وبندارا ليست أميرة، ولا يتواجد في هذا المكان سواها ومجموعة من مساعديها الذين ساعدوها على ترتيب كل شئ بأتقان حتى نعتقد اننا دخلنا مملكة الشر، وللحقيقة فهم بارعون في الخداع . . .
كان من المستحيل ..............
Cant See Links
كان من المستحيل لأي شخص، دون ان استثني نفسي، ان يعرف هذه الحقيقة، فقد اعتقدت انني في مملكة الشر، وحينما وصلنا الى برج الاميرة بندارا واستقبلتنا ... ادركت فورا انني امام شخصية في غاية الذكاء، قادرة ان تعرف كل تصرف ساقوم به قبل ان انفذه، من هنا تيقنت فورا اني مهما استخدمت من دهائي وذكائي فسأبقى مكشوفة امام دهاء وذكاء بندارا اللا محدود، وفرصتي ستكون ضئيلة جدا ان دخلت معها في لعبة ذكاء تتفوق فيها بمعرفتها تفاصيل المكان ومعرفتها المسبقة بتجربتي وطرق تفكيري، وانا على العكس من ذلك، لا اعرف من هي، ولا كيف تفكر، ولا اين نحن ......
ومعركتي معها ستكون خاسرة مئة بالمئة دون ادنى شك، إلا بطريقة واحدة، وهي "توقع الغير متوقع" وكل شئ كان من الممكن يتوقعوه ، إلا ان تتصرف مرح المغرورة "بغباء مطلق" وكانت المفاجأة لبندارا بان كل توقعاتها باءت بالفشل، وان مرح الداهية تتصرف "بغباء مطلق" وعليه كان على بندارا ان تفكر بغباء هي ايضاً حتى تفهم غباء مرح ، وطبعا، كان هذا مستحيلاً فهي لم تتعامل مع الأغبياء من قبل، أما انا فقد تعاملت مع الكثير من الأغبياء، ومازلت أتعامل مع أحدهم ........
وهكذا بدأت منذ اللحظة الأولى، أحاول لا أخطط لشئ، لم اكن اسجل في دماغي اية ملاحظات ولم اسعى لتوفير الوقت، ولم اخطط لشئ، واقع في الخطأ ولا يهمني، واعود الى حديقة بندارا عشرات المرات ولا يهمني، والأكثر من هذا اني استطعت ان اجمد دماغي حتى لا يتجه للتفكير بطريقة سليمة. وانا اعلم ما افعل، فقد كنت تحت المراقبة ، وكل ما سجل بدماغنا كان مكشوفا لبندارا، ولم نكن نستطيع ان نخفيه، وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها بندارا ... والتي كنت أعيها تماماً، وكانت اجابتي لها "لا توجد خطة لدي" لا يوجد في دماغي اية ملاحظات عن المكان، "لا أفكر في أي شئ" ... وهكذا وحتى اللحظة الأخيرة أعتقدت بندارا ان شيئاً ما قد حصل لدماغي، وهي لا تلام، فحتى الأغبياء لا يتصرفون هكذا، كان من الممكن ان تستمر هذه اللعبة عدة أسابيع اخرى، إلا انك قررت ان ننهيها ونذهب ونعتذر لبندارا. وهنا عدت انا الى طبيعتي، وحصلت على المعلومات، والملاحظات حول ما حدث، وحول المكان من دماغك الذي سجل الأمور بطريقة طبيعية لا تشير الشك ... ومن خلال المعلومات التي لديك استطعت ان اجد الطريق!! وقمت بأستفزازك عمداً، وعدنا للأميرة ... ومن خلال قدرة بندارا على قراءة أفكاري، تفاجأت بأني حصلت على كل المعلومات التي أريد، ووجدت طريقة للخروج من السراب والدخول الى ملكة الشر ... اما الاميرة بندارا فهي ليست مجرد شخصية عادية وأنما هي احدى حارسات ابواب الشر المتميزات ، ان لم تكن الأفضل. وهي من الجيل السابق طبعاً، انا لم أعرف أنها حارسة إلا اليوم فقط من خلال الحوار الطويل الذي دار بيننا بطريقة "قراءة الأفكار" ... وكوننا في هذا المكان فلا تفسير عندي لذلك، فهي قد رفضت ان تفصح عن ذلك، وهذا بالنسبة لي شئ غريب ، ولكن هناك أسرار وامور كثيرة اجهلها ... هذا كل ما استطيع ان اقوله لك عما حدث، فأرجو ان لا تعلق واتمنى ان تكون قد فهمت شيئاً، هيا بنا لنخرج من السراب، وندخل مملكة الشر ...
لم أعلق على ماروت، ليس لانها طلبت ان لا افعل، بل لأني لا اريد ان اعلق ولا ان أسأل، ولا اريد ان افكر في هذا الموضوع، لأنه من الجنون ان افكر في أي شئ جديد لا أفهمه، وخاصة انه في كل لحظة هناك جديد غريب لا يفهم بسهولة، فخير لي ان اريح تفكيري .. مادمت برفقة هذه الداهية التي لا تفوتها شاردة.
سرنا حتى وصلنا الى الألواح الحجرية الكبيرة، التي نقشت عليها كتابات ورموز بالذهب الأحمر، بلغة ليست من لغة الجن ولا لغة الأنس، وقفت مرح امام اللوحات وابتسمت وقالت:
- أتعلم ياحسن ان الرموز والكتابات المنقوشة على اللوحة هي عبارة عن شرح مبسط لكيفية دخول مملكة الشر، ولو كان طفل صغير يعرف قراءة هذه اللغة لاستطاع الدخول دون عناء، وهذا يعني ان دخول المملكة ليس يالسر وليس حكرا على احد، فأي كان يستطيع الدخول وضحكت ضحكة من اعماق قلبها:
- اتعلم ان الثمرة التي اكلنا منها واصابتنا بالدوار وافقدتنا التركيز والوعي، كتب عنها مايلي: "هذه الثمرة تساعد على التركيز وتمنح النشاط ، وتمحو النعاس وتزيل التعب والارهاق، وتغنيك عن الماء والطعام ان اكلت منها ثلاث حبات، وان اكلت منها حبة أقل من ذلك او اكثر، فسيصيبك عكس ذلك".
قلت لمرح:
- كيف تعلمت قراءة هذه اللغة؟
- "اللغة بسيطةجدا، وحتى تتعلمها يجب ان تعرف الرموز، وان عرفت الرموز فقد تعلمتها، والرموز رموز الشر التي وقفنا بها، والتي كانت السبب في عودتنا المتكررة لبندارا، فلو عرفنا الرموز لما وقفنا بها". ولو لم نقع بها لما عرفتها، وماكنت ساتعلم اللغة.
مدت مرح يدها على نفس الثمرة، واكلت منها ثلاث حبات، لم أجرؤ انا ان افعل مثلها، خاصة بعدما حدث معي من جراء اكلي لهذه الثمرة، ولكني قطفت ثلاث حبات وحملتها معي حتى اتاكد من ان مرح لم يحصل لها شئ من جراء اكلها للثمار، وعدها اجرب انا ....
سرنا حتى وصلنا الى الطريق المذهبة، والتي تعكس غروب الشمس عليها، وقفت مرح بجانبها وقالت:
Cant See Links
- المدخل الى مملكة الشر يمر من هذه الطريق، ويجب علينا ان ننتظر الى ان يحين غروب الشمس وظهور القمر قبل اكتمال الغروب، وعندها نستطيع ان ندخل المملكة .....
انتظرنا ولم ندخل الطريق، حتى غربت الشمس، واخذنا ننتظر ظهور القمر، حتى ظهر قبل ان يكتمل الغروب، ودخلنا الطريق وماهي إلا دقائق معدودة حتى خرجنا من الطريق، ولم يحصل معنا ماحدث في المرة السابقة .. وحين وصلنا الى نهاية الطريق والتفتنا الى الخلف كان كل شئ قد أختفى، ووجدنا انفسنا في وسط المدينة المدينة التي كنا نراها في السابق ....
كان الوقت ليلاً، ولكن القمر اضاء المدينة لتشعر بأنك في ساعات النهار، لم نكد نتقدم خطوة واحدة حتى توقفت عربة سوداء تجرها خيول بيضاء، خرج منها شاب بهي الطلعة وقال:
- "تفضلوا معنا الاميرة في انتظاركم" .....
ركبنا العربة وضحكت وقلت لمرح:
- ماذا يحدث يامرح هل سنعيد "الفيلم" من جديد ام اننا عدنا الى الماضي والى نفس المكان؟
قالت مرح:
- "سننتظر لنرى" ....
وصلت العربة امام قصر كبير وتوقفت ونزلنا منها واستقبلتنا فتاة، مررنا من حديقة حتى وصلنا الى مدخل القصر ودخلنا.
Cant See Links
كان قصر غاية في الفخامة والروعة، مررنا من بين مجموعة من الصالات المليئة بالأشخاص حتى وصلنا الى مكتب، دخلناه، تركتنا الفتاة وقالت:
- "ستحضر الاميرة بعد لحظات" ...
قلت لمرح :
- يبدو انها تمثيلية اخرى، ولكنها افخم وتلثيق بمستواك وليست كالسابق.
أنفتح الباب، .....................